جميع الناس يبحثون عن أسس العلاقات الزوجية الناجحة ليتمكنوا من بناء مشروع زواج ناجح وبالتالي تلافي جميع الأخطاء والعثرات التي تودي بالعلاقة الزوجية الى حافة الأنهيار وعلى هذا فإن هناك بعض المفاهيم التي يعتقد البعض أنها كافية لإنجاح العلاقة الزوجية .
فمنهم من يرى أن نجاح الزواج يحتاج الى توافق بين الزوجين في طريقة التفكير حيث أن البعض يعتقدون أنه كلما أستطاع الشريكين أن ينظروا الى الامور بنفس المنظور ستكون فرصة نجاح العلاقة الزوجية أكبر لكن بعض الدراسات لاتؤيد ذلك فقد وجدت الكثير من قصص الزواج الناجحة والتي يوجد فيها أختلاف بين الزوجين في طريقة النظر الى كثير من الأمور لكن هؤلاء الأزواج يتقبلون هذا الأختلاف ولايسمحون له أن يؤثر على حبهم وأحترامهم للطرف الأخر فمن الطبيعي أن توجد فوارق بين أي زوجين ومرد ذلك يعود الى أسباب وراثية ونفسية وتربوية تجعل الناس مختلفين وعندما يدرك الزوجان هذه الفوارق سينظران الى الأختلاف على أنه أمر طبيعي وليس خللاً يجب أصلاحه وسيجعلان منه مصدراً لإغناء شخصية كل واحد منهما بدلاً من أن يكون مصدراً للصراع بينهما.
إن الأختلاف في صفات الشريكين يكسب العلاقة صفة التنوع والتكامل ولكن هذا التنوع والأختلاف لايعني أن هذا الاختلاف هو أمر يمكن تجاوزه دائماً فلا شك أن هناك مبادئ أساسية يجب أن يتفقا عليها وإلا أستحالت الشراكة ولايعني التوافق في بعض طرائق التفكير أمر سلبي وإنما المشكلة في طريقة التعامل مع هذا الأختلاف فهناك بعض الأشخاص ليس لديهم نصيب وافر من الذكاء العاطفي فيجعلوا من الأختلاف مصدراً للنزاع وسبباً لهدم جسور الحب والأحترام بينهم أما الأذكياء عاطفياً يجعلونه فرصة ليظهر كل منهما مدى حبه واحترامه للأخر فالحب أقوى من الأختلاف ويصبح الاختلاف سبباً لتقوية العلاقة بينهما .
من المفاهيم الخاطئة ايضاً أن العلاقة الزوجية الناجحة يجب أن تملؤها الرومانسية والعواطف الجياشة ولكن ما يحدث أن هذه العلاقة تصاب بالفتور لأن كل علاقة بين الرجل والمرأة في بدايتها تكون مليئة بالمشاعر الجياشة والعواطف المتدفقة التي يشعر بها الطرفان لاول مرة فتترك في نفوسهما آثاراً تعلق في ذاكرتهما الى الأبد والذي يحدث بعد فترة من الزواج هو أن هذا الحب الذي بدأ بمشاعر جياشة يتحول الى شعور بالتفاهم والمودة والرحمة والسكينة وتتنقل المشاعر من طور التدفق والثورة الى طور الأستقرار والتفاهم والسكينة كما يتحول الشلال الهادر الى نهر هادئ يتدفق بقوة وثبات ويروي الحقول والبساتين على جانبيه وهذا التغيير في طبيعة المشاعر بين الزوجين هو أمر طبيعي يجب أن يعتاد عليه الطرفان ولايعتبرانه دليلاً على خلل في العلاقة بينهما .
عندما لايفهما أحد الطرفين هذا الأمر قد ينفصلا عاطفياً ويبحث كل طرف عن حب جديد بمشاعر جياشة ولكن لن تطول كسابقتها وهكذا ينتقل الأنسان من ذروة عاطفية تتبعها خيبة عاطفية أخرى .......وهكذا وكل ذلك بسبب الوقوع في فخ بعض المفاهيم والافكار الخاطئة ............يتبع